الصبغة في فحوص الأشعة المقطعية
قد تتطلب بعض فحوص الأشعة المقطعية استخدام الصبغة على حسب نوع الفحص والمرض المراد تشخيصه. وهذا لايعني أن جميع فحوص الأشعة المقطعية تتطلب الصبغة، ولكن بعضها. والصبغة في فحوص التصوير المقطعي هي أحد ثلاث أنواع:
إما صبغة تحقن في الوريد، أو صبغة يتم شربها قبل الفحص بفترة معينة. أما النوع الثالث من الصبغات فهو الصبغة عن طريق الحقنة الشرجية. والنوع الأخير هو الأقل شيوعاً وتكون الحاجة إليه لتشخيص علل القولون والمستقيم. قد تستخدم جميع الثلاثة أنواع في فحص واحد أو يتم الإكتفاء ببعضها. والشخص الذي يحدد إستخدام الصبغة من عدمه هو طبيب الأشعة بناءاً على نوع الفحص والمرض المراد تشخيصه.
الصبغة هي مادة سائلة تحتوي عالباً على اليود. وفائدة الصبغة في الأشعة المقطعية هو أنها تزيد من وضوح الأنسجة والأعضاء والأوعية الدموية. هذه الزيادة في التباين تكون مهمة في بعض الأمراض، وبدون الصبغة قد لايتمكن طبيب الأشعة من تمييز بعض الأمراض. يختلف تركيب الصبغة الوريدية عن تركيب الصبغة التي يتم شربها. وسأناقشهما ببعض التفصيل في هذا المقال.
الصبغة في فحوص الأشعة المقطعية |
الصبغة الوريدية
سبب تسميتها هنا يرجع إلى أن هذه الصبغة يتم حقنها في الوريد بواسطة إبرة. غالباً مايكون موضع هذه الإبرة إما في الذراع أو اليد. الهدف من الصبغة الوريدية هو تحسين وتعزيز وضوح الصور خاصة للأوعية الدموية والدماغ والكبد والكليتين. وهي شفافة كالماء، في العادة تكون كمية الصبغة المستخدمة مابين 75-150 مل. تعتمد كمية الصبغة المعطاة للمريض على عدة عوامل منها: العمر والوزن ونوع العضو المراد تشخيصه.
كيف يتم حقن الصبغة الوريدية؟
كما ذكرت سابقاً يتم حقن الصبغة وريدياً بواسطة إبرة موجودة في الذراع أو اليد. يتم حقن هذه الصبغة خلال التصوير والمريض على طاولة الفحص. ويتم حقن الصبغة بإحدى طريقتين: الطريقة الأولى هي الحقن بواسطة تقني الأشعة المقطعية بواسطة إبرة . أما الطريقة الثانية في بإستخدام جهاز خاص لغرض حقن الصبغة يسمى إنجيكتور Injector. ويتحكم تقني الأشعة المقطعية بالإنجكتور بشكل كامل خاصة توقيت حقن الصبغة وكميتها.
وبعد حقنها في الوريد تدور الصبغة في جميع أنحاء جسم المريض عن طريق أوعيته الدموية. فهي تذهب بعد الحقن الوريدي إلى القلب الذي يضخها لجميع الأعضاء بواسطة الشرايين. وتكون الكليتان والكبد مسؤولة عن وظيفة تخليص الجسم من الصبغة.
تحضير المريض للصبغة الوريدية
يتطلب التحضير لفحص تستخدم فيه الصبغة الوريدية إلى الصيام لمدة لاتقل عن أربع أو ست ساعات. أيضاً للتأكد من سلامة الصبغة على المريض، يجب إجراء فحص دم في المختبر لوظائف الكلى creatinine. فجسم المريض يتخلص من الصبغة بواسطة الكليتين ولابد من التأكد من سلامة الكلى قبل إعطاء الصبغة للمريض وإلا يُستلزم إجراء تحضيرات خاصة. يجب أن أذكر هنا أن على المريض إتباع التعليمات المعطاة له من قبل قسم الأشعة أو الطبيب المعالج. فقد تختلف التحضيرات من فحص لآخر، أو حتى من مستشفى لآخر على حسب السياسة المتبعة. قد يُطلب من المريض التوقف أيضاً عن إستخدام منظم السكر الجلوكوفاج قبل أو بعد الأشعة المقطعية. لذلك يجب الإلتزام بالتعليمات بشكل حرفي.
هل تعتبر الصبغة الوريدية آمنة؟
يستلزم إجراء فحص الأشعة المقطعية بالصبغة توقيع المريض على إقرار consent على علمه بمخاطر وأضرار الصبغة. ويجب أن يُشرح للمريض لماذا الفحص يتطلب الصبغة بالإضافة إلى اعراضها الجانبية، والإجابة عن كل تساؤلاته في هذا الخصوص. وهذا يأتي من سياسة إشراك المريض في القرار الطبي المتبعة عالمياُ. وبشكل عام يمكننا القول بأن الصبغة المستخدمة في الأشعة المقطعية آمنة ماعدا في بعض الحالات. فيجب سؤال المريض إن كان يعاني من الأمراض التالية: الحساسية من اليود، الربو، أمراض القلب، أمراض الكلى، علل الغدة الدرقية، السكر. وعند وجود أحد هذه الأمراض قد يتطلب الوضع إجراء تحضيرات خاصة بحسب كل حالة كإعطاء أو إيقاف بعض الأدوية قبل الفحص، أو حتى صرف النظر عن إجراء الأشعة المقطعية.
الملخص: يوجد عاملان في صبغة الأشعة المقطعية قد يشكلان مصدر قلق على سلامة المريض
- تحسس الجسم ضد صبغة الأشعة المقطعية: لذلك يتم سؤال المريض عن تاريخه المرضي
- حدوث قصور في وظائف الكلى: لذلك يتم إجراء فحص وظائف الكلى قبل الأشعة المقطعية بالصبغة
هل يتم إيقاف المتفورمين (الجلوكوفاج) علاج السكر قبل فحص الصبغة؟
على حسب سياسة المستشفى، قديماً (أو المستشفيات المتحفظة) يتم إيقافه قبل بيومين وبعد بيومين. لكن الأبحاث الحديثة تؤكد أن لاحاجة إلى ذلك. خاصة التحديثات الجديدة من ACR تشير أنه لايجب إيقاف المتفورمين عن المريض العادي. لكن يتم إيقافه للمريض الذي يعاني من مشاكل في الكلى حادة أو مزمنة ليوم الفحص ويومين بعد الفحص.
الأعراض الجانبية للصبغة الوريدية
تتفاوت الأعراض الجانبية للصبغة بين أعراض خفيفة بسيطة إلى أعراض أكثر خطورة. من الأعراض الأكثر شيوعاً هو الإحساس بحرارة بسيطة أو دفء بالجسم عند حقن الصبغة، أو الإحساس بطعم معدني في الحلق. وهذه من الأعراض التي لاتدعو للقلق وهي شائعة وتستغرق عادة مدة لاتزيد عن دقيقة ومن ثم تزول.
من الأعراض التي تستلزم إنتباه تقني الأشعة هي صعوبة التنفس عند المريض. في هذه الحالة يجب إخبار الطبيب المناوب ومساعدته في حال الحاجة إلى إعطاء المريض بعض الأدوية. بعدها يتم وضع المريض تحت الملاحظة لفترة معينة قبل خروجه من قسم الأشعة. ويجب على تقني الأشعة المعرفة التامة بأعراض الصبغة الجانبية وكيفية التعامل معها. الأعراض الجانبية الخطيرة للصبغة هي نادرة الحدوث. ومن خلال عملي كأخصائي أشعة مقطعية لمدة قاربت على العامين أجريت فيها مئات إن لم يكن آلاف فحوص الأشعة المقطعية، لم تواجهني ولا حتى لمرة واحدة أحد أعراض الصبغة الحادة. ولكن مع ذلك يجب الإستعداد دائماً للمفاجئات.
الصبغة عن طريق الشرب
تستخدم هذه الصبغة عند تصوير البطن والحوض. وقد تستخدم لوحدها أو بالإضافة إلى الصبغة الوريدية. ويوجد نوعان من هذه الصبغات: النوع الأول هو الباريوم Barium وهو له كثافة شبيهة بالميلك شيك. ويتم خلطه بالماء. أما النوع الثاني فهو الجاستروجرافين Gastrografin وهي مادة تشبه الماء تتكون من اليود وهي أيضاً يتم خلطها مع الماء. يجب شرب كمية كافية من الصبغة قبل الفحص من 1000-1500 مل. في العادة يتم شربها قبل ساعة إلى أربع ساعات من الفحص حسب نوعه. وذلك ليتسنى للصبغة التحرك نزولاً في جسم المريض من المعدة إلى الأمعاء الغليظة مروراً بالأمعاء الدقيقة. وفي بعض الأحيان يتم الإكتفاء بشرب الصبغة على طاولة الفحص قبل البدء مباشرة وهذا عند الحاجة لتشخيص المعدة فقط.
ليست هناك تعليقات
شاركنا الرأى